المذهب الحنفي

المذهب الحنفي يوجد عند أتباع المذهب الحنفي فرق بين فروض الصّلاة وواجباتها، فالفرض أو الرّكن عندهم هو ما ثبت الأمر به من خلال دليل قطعيّ، وقد ذكر الكاساني أركان الصّلاة عندهم، وهي: القيام، والرّكوع، والسّجود، والقراءة، ولا تعين الفاتحة بل قراءتها واجبة لا فرض، والجلوس الأخير للتشهد، والانتقال من ركن لآخر. وبذلك فإنّهم لم يعدّوا تكبيرة الإحرام من الأركان، بل عدّوها من الشّروط. وإنّ الفرق بين الشّرط والرّكن هو أنّ الشّرط يكون خارجاً عن الماهيّة، مثل الطهارة للصلاة، وأمّا الرّكن فإنّه يكون داخلاً في الصّلاة، مثل الرّكوع والسّجود. وأمّا واجبات الصّلاة عندهم فهي ستة أيضاً، وقد ذكرها الكاساني فقال:” فَصْلٌ: أَمَّا الْوَاجِبَاتُ الْأَصْلِيَّةُ في الصَّلَاةِ فَسِتَّةٌ منها: قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ وَالسُّورَةِ في صَلَاةٍ ذَاتِ رَكْعَتَيْنِ، وفي الْأُولَيَيْنِ من ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ وَالثَّلَاثِ، حتى لو تَرَكَهُمَا أو أَحَدَهُمَا، فَإِنْ كان عَامِدًا كان مُسِيئًا، وَإِنْ كان سَاهِيًا يَلْزَمُهُ سُجُودُ السَّهْوِ وَهَذَا عِنْدَنَا “. وقال أيضاً:” وَمِنْهَا الطُّمَأْنِينَةُ وَالْقَرَارُ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَهَذَا قَوْلُ أبي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدٍ، وقال أبو يُوسُفَ الطُّمَأْنِينَةُ مِقْدَارُ تَسْبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ فَرْضٌ، وَبِهِ أَخَذَ الشَّافِعِيُّ حتى لو تَرَكَ الطُّمَأْنِينَةَ جَازَتْ صَلَاتُهُ عِنْدَ أبي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدٍ، وَعِنْدَ أبي يُوسُفَ وَالشَّافِعِيِّ لَا تَجُوزُ “، ومنها أيضاً الجلوس الأوّل للتشهد، ومنها التّشهد في الجلسة الأخيرة، ومنها مراعاة التّرتيب فيما شرع مكرّراً، وما عدا ذلك سنّة عندهم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *