خروج يأجوج ومأجوج

مقدمة عن يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج قبيلتان عظيمتان أو شعبان من بني آدم كمت جاء في ذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما ورد في بعض الكتب من أن منهم القيصر جدا والصغير ومنهم الكبير ومنهم الذي يفترش أذنا من أذنيه ويلحف بالأخرى وما أشبه ذلك فكل هذه لا أصل لها
وإنما هم من بني آدم وعلى طبيعة بني آدم لكنهم في وقت ذي القرنين كانوا قوما مفسدين في الأرض فطلب جيرانهم من القرنين أن يجعل بينهم وبينهم سدا حتى يمنعهم من الوصول إليهم وإفسادهم في أرضهم وفعل ذلك
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان بعد نزول عيسى عليه السلام يخرجون على الناس وينتشرون في الأرض ويحصرون عيسى بن مريم و المؤمنين معه في جبل بيت المقدس ويشتد الأمرعلى المؤمنين
فيلقي الله عز وجل على يأجوج ومأجوج دودة تأكل رقابهم فيصبحون فرسى -يعني موتى- كلهم ميتة رجل واحد ويبفي الله عز وجل عيسى وأصحابه شرهم وفيما يلي تفصيل هذه الأحداث.

قصة بناء السد على يأجوج ومأجوج

قال تعالى في قصة الملك الصالح ذي القرنين:{ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٩٢) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧) }(1)

أولا: من ذي القرنين؟
هو ملك مؤمن صالح ولم يكن نبيا على قول الراجح من أقوال أهل العلم سمي بذي القرنين لأنه قد بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشيطان ويغرب وهو غير الإسكندر المقدوني فإن الإسكندر كان كافرا وزمنه متأخر عن ذي القرنين وبينهما أكثر من ألفي سنة والله أعلم
وقد ذكر الله عزوجل قصته في سورة الكهف وأنه طاف الأرض .وسنقف هنا مع الآيات المتعلقة بقصته مع يأجوج ومأجوج
{ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا } أي: سلك طريقا ثالثا بين المشرق والمغرق,يوصله جهة الشمال حيث الجبال الشاهقة
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ }أي: حتى إذا وصل بجنوده إلى منطقة بين جبلين عظيمين بمنقطع أرض الترك مما يلي أرمينية وأذربيجان
والسدان: هما الجبلان بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك فيعيثون فيها فسادا ويهلكون الحرث والنسل (2)
فعندما رأى الترك في ذي القرنين قوة وتوسموا فيه القدرة والصلاح عرضوا عليه أن يقيم لهم سدا في وجه يأجوج ومأجوج الذين يهاجمونهم من ذلك الممر وذلك مقابل مال يجمعونه له جزاء عمله صورة لسد قريب من وصف سد ذو القرنين الذي بناه ذو القرنين لكنها
لكن ذا القرنين الملك الصالح تطوع بإقامة السد بدون مال بل رجاء الثواب من الله عز ورأى أن أيذر طريقة لأقامته هي ردم الممر بين الجبلين فطلب إلى أولئك القوم أن يعينوه { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا }
فصف قطع الحديد بين جانبي الجبلين ثم قال لهم :{ انْفُخُوا } أي:انفخوا بالمنافيخ عليه.{ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا } أي: جعل ذلك الحديد المتراكم النار بشدة الإحماء.{ قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } أي: أعطوني أصب عليه النحاس المذاب فالتصق بعضه ببعض وصار جبلا صلدا فلم يستطيع المفسدون من يأجوج ومأجوج أن يعلوه ويتسوروه لعلوه ولم يستطيعوا أن ينقبوه من اسفله لصلابته وثخانته وبهذا السد المنيع أغلق ذو القرنين الطريق على يأجوج ومأجوج.

من يأجوج ومأجوج؟
– قيل: يأجوج ومأجوج : اسمان اعجميان مثل طالوت وجالوت
-وقيل: يأجوج ومأجوج مشتق من قولهم :أجّت النار إذا التهبت وذلك أنهم أمة خبيثة تحرق وتدمر الأرض
– وقيل: مستق من الماء الأجاج وهو الشديد الملوحة
– وقيل: من الأجّ وهو شدة العدو والركض

ما دين يأجوج ومأجوج؟وهل بلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؟
يأجوج ومأجوج من بني آدم…
والذي رجحه الحافظ ابن حجر :أنهم قبيلتان من ولد يافث بن نوح(1)

فهما من ولد آدم وحواء ويدل عليه ما جاء عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أسفاره فتفاوت بين أصحانه السير فرفع بهاتين الآيتين صوته: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢) }(2) حتى بلغ آخر الآيتين فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي وعرفوا أنه قول يقوله فلما تأشبوا(3) حوله قال:<< أتدرون أي يوم ذاك؟ذاك يوم ينادى آدم فيناديه ربه تبارك وتعالى :يا آدم ابعث بعثا إلى النار .فيقول:يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين في النار وواحد في الجنة>>. قال عمران : فأبلس (2)أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة. فلما رأى ذلك قال:<<اعملوا وأبشروا , فو الذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني آدم وبن

ي إبليس>>.قال: فأسرى عنهم ثم قال:

صورة للرقمة(العلامة) التي توضع على الدواب
صورة للرقمة(العلامة) التي توضع على الدواب

<< اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس غلا كالشامة فيجنب البعير (3) أو الرقمة(4) في ذراع الدابة>>(5)

كثرة عدد قوم يأجوج ومأجوج

كثرة عددهم
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<<إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا وأن من ورائهم ثلاث أمم:تاول وتاريس ومسك>>(1)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: [ إن الله عز وجل جزأ الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الملائكة وجزءا سائر الخلق وجزأ الملائكة عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل والنهار لا يفترون وجزءا لرسالته وجزأ الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الجن وجزءا بني آدم وجزأ بن يآدم عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزءا سائر الناس ](2)
وهذا الأثر لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس له حكم الرفع ,لأن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عرف عنه أنه الأخذ عن الإسرائيليات وتضمينها كلامه أحيانا ولكني ذكرت الأثر استئناسا به

صفة خلق يأجوج ومأجوج

صفة خلقهم الترس وهو الذي يمسكه المقاتل في يده ليتقي به ضربات السيوف و الفؤؤس
عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت:خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال:<< إنكم تقولون لا عدو! وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه ,صغار العيون, صهب الشعاف , ومن كل حدب ينسلون .كأن وجوههم المجان المطرقة>>(1)
<<صهب الشغاف>>>: يعني لون شعرها أسود فيه حمرة
<<كأن وجوههم المجان المطرقة>>: المجن الترس وشبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها
<<من كل حدب ينسلون>>: أي من كل مكان مرتفع يخرجون سراعا وينتشرون في الأرض.

hfr-alsad-600x330كيف يخترقون السد؟

كيف يخربون السد؟
تقدم أن يأجوج ومأجوج قبيلتان كان لهم أنواع من الإفساد حتى بنى ذو القرنين السد ,فصار السد حائلا بينهم وبين الوصول إلى الناس , وهم داخل سدهم بلا شك عندهم طعامهم وشرابهم زلهم حباتهم ومعيشتهم الخاصة ولا يزال يأجوج ومأجوج يجتهدون في سبيل هدم السد ,فهم يحفرون وينقبون ويجتهدون
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في السد :<< ثم يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه فال الذى عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا.فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قال الذى عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله ,واستثنى(1). قال: فيرجعون ,فيجدونه كهيئته حين تركوه(2),فيخرقونه فيخرجون على الناس فيستقون المياه ,ويفر الناس منهم فيرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء>>(3).

في الحديث ثلاث فوائد:

  • الأولى : أن الله منعهم أن يواصلوا الحفر ليلا ونهارا ولو فعلوا ربما خرقوه
  • الثانية: منعهم أن يحاولوا الرقي على السد بسلم أو آلة , فلم يلهمهم ذلك ولا علمهم إياه ,ولعلمه حاولوا ولم يقدروا لعلوا السد وملاسته
  • الثالثة: لم يوفقهم القول: إن شاء الله حتى يجيء الوقت المحدود وتقرب القيامة
    وفي الحديث :أن فبهم أهل صناعة وأهل ولاية وسلاطة ورعية تطيع من فوقها وإن فيهم من يعرف الله ويقر بقدرته ومشيئته
    ويحتمل أن تكون كلمة” إن شاء الله ” تجري على لسان ذلك الوالي دون أن يعرف معناها فيحصل المقصود ببركتها(4).

 

النصوص الواردة في يأجوج ومأجوج

الآيات :

  •  قال عزوجل:{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣) }
    والآيات إلى قوله عز وج:{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩) }(1)
  •  قوله عز وجل:{ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا } أي: لا يفهمون كلام من يتكلم معهم إلا بشدة وبطئ كبير
  •  وقال عز وجل:{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ(٩٦) }(2)
  •  قوله عز وجل:{ من كل حدب ينسلون} أي : من كل مكان مرتفع يخرجون سراعا وينتشرون في الأرض

الأحاديث:

  •  عن أم المؤمنين زينب بنت جح- رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول:<<لا إله إلا الله ,ويل للعرب من شر قد اقترب !فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه>>. وحلق يإصبعه الإبهام والتي تليها . فقالت: يا رسول الله ,أنهلك وفينا الصالحون ؟! قال:<< نعم ,إذا كثرالخبث>>(3)
  •  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:[ فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ,وعقد بيده تسعين](4)tabraya2
  •  وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:<< يقول الله تعالى : يا آدم ,فيقول : لبيك وسعديك,والخير بين يديك , فيقول :أخرج بعث النار,قال: وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسهمائة وتسعين ,فعنده يشيب الصغير ,وتضع كل ذات حمل حملها , وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد>>. قالول: يا رسول الله ,وأينا ذلك الواحد؟ قال:<<أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف .ثم قال:<<والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة>> فكبرنا ,فقال:<<أرجوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة>>فكبرنا,فقال:<< أرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة>>فكبرنا,فقال :<<ما أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود>>(5)
  •  وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره فتفاوت بين أصحابه السير فرفع بهاتين الآيتين صوته:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢) }(6) حتى بلغ آخر الآييتين ,فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي وعرفوا أنه قول يقوله,فلما تأشيوا (7) حوله قال:<<أتدرون أي يوم ذاك؟ذاك يوم ينادى آدم فيناديه ربه تبارك وتعالى :يا آدم ابعث بعثا إلى النار.فيقول :يا رب وما بعث النار؟قال: من كل ألف تسعمائة وتسعين في النار وواحد في الجنة>>قال عمران : فأبلس (8) أصحابه ؛حتى ما أوضحوا بضاحكة.فلما رأى ذلك قال:<<أعموا وأبشروا ,فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه< يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني آدم وبني إبليس >>.قال :فأسرى عنهم ,ثم قال:<<اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير(0) أو الرقمة(10) في ذراع الداب>>(11)
    altoor
  •  وقال صلى الله عليه وسلم في معرض كلامه عن أشراط الساعة ونزول عيسى علسه السلام وحكمه للناس:<< فبينما هو كذلك إذ إوحى الله إلى عيسى :إني قد أخرجت عبادا لي ,لا يدان لأحد بقتالهم (12), فحرّز عبادي إلى الطور(13)>>
  •  عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله قال :<< ويبعث الله يأجوج ومأجوج ,وهم من كل حدب ينسلون(14), فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية, فيشربون ما فيها, ويمر آخرهم فيقولون:لقد كان بهذه مرة ماء>>(15)
    بحيرة طبرية في فلسطين
    وبحيرة طبرية : تسمى أحيانا بحر الجليل أو بحيرة الجليل بحيرة صغيرة .تقع :في شمالي فلسطين المحتلة,يصب فيها نهر الأردن ,ويخرج منها مستمرا في جريانه وسط غور الأردن ,ويخرج منها مستمرا في جريانه وسط غور الأردن.حجمها: يبلغ طول بحيرة طبرية 23كم,وأوسع عرض فيها 13كم, ولا يزيد عمقها على 44م,وتنخفض عن مستوى البحر ب210م.
    ثم قال:صلى الله عليه وسلم :<<ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر (الخمر:بالفتح الشجر الملتف)وهو جبل بيت المقدس (أي فلسطين),فيقولون :لقد قتلنا من في الأرض .هلم فلنقتل من في السماء قيرمون بنشابهم(16) إلى السماء ,فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما,ويحصر(17) نبي الله عيسى وأصحايه ,حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم(18), فيرغب نبي الله عيسى وأصجابه (19) ,فيرسل الله عليهم النغفة (20) في رقابهم فيصبحون فرسى(21) كموت نفس واحدة(22),ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض ,فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ,ونتنهم(23) , فيرغب نبي الله عيسى واصحابه إلى الله ,فيرسل الله طيرا كأعناق البخت(24),فتحملهم حيث شاء الله , ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر(25),فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة (26) ,ثم يقال للأرض :أنبتي ثمرتك وردي بركتك , فيومئذ تأكل العصابة(27)من الرمانة ,ويستظلون بقحفها(28), ويبارك في الرسل(29), حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس(30), واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ,واللقحمة من الغنم لتكفي الفخذ(31) من الناس, فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة, فتأخذهم تحت آباطهم ,فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم, ويبقى شرار الناس , يتهارجون (32) فيها تهارج الحمر ,فعليهم تقوم الساعة>>(33)
    وفي رواية:<<….فيرغب عيسى إلى الله وأصحابه.قال: فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت.فتحملهم فتطرحهم بالمهبل(34),ويستوقد المسلمون من قسيهم (35)ونشابتهم وجعابهم (36) سبع سنين>>(37)القوس و جعبة السهام
  •  عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [ لما كان أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى -عليهم السلام- فتذكروا الساعة إلى أن قال: فردوا الحديث إلى عيسى ,فذكر قتل الدجال ثم قال: يرجع الناس إلى بلادهم(38) فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون,ولا يمرون بماء إلا شربوه ولابشيء إلا أفسدوه .يجأرون إلي(39) فأدعو الله فيميتهم فتجوى الأرض من ريحهم فيجأرون إلي فأدعوا الله فيرسل السماء بالماء فيحملهم فيقذف بأجسامهم في البحر](40)

نهر الاردن و بحيرية طبرية

  •  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في كلامه عن يأجوج ومأجوج :[ ويخرجون على الناس فيستقون المياه,ويفر الناس منهم ,فيرمون سهامهم في السماء ,فترجع مخضبة بالدماء,فيقولون : قهرنا أهل الأرض , وغلبنا من في السماء قوة وعلوا! فيبعث الله عز وجل عليهم نغفا في أقفائهم , فيهلكهم ,والذي نفس محمد بيده ,إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا(41) من لحومهم ](42).من الأحاديث الضعيفة الواردة فيهم:
    ورد فييأجوج ومأجوج آيات وأحاديث كثيرة واشتهر بين الناس بعض الأحاديث الضعيفة وأذكر هنا بعضها لحالها:
    عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:[ سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج ؟فقال:<< يأجوج أمة ,ومأجوج أمة,كل أمة أربعمائة ألف أمة, لا يموت الرجل حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه كل قد حمل سلاح>>.قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟.قال:<< هم ثلاثة أصناف , فصنف منهم أمثال الأزر>>.قلت: وما الأزر؟.قال:<< شجر بالشام ,طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء>>.فقال النبي صلى الله عليه وسلم :<<هؤلاء الذين لا يقوم لهم حيل ولا حديد,وصنف منهم يفترش بأذنه ويلتحف بالأخرى, لايمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه, ومن مات أكلوه ,مقدمتهم بالشام, وساقتهم بخرسان,يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية>>](43).

هلاك قوم يأجوج ومأجوج

هلاكهم
يبقى يأجوج ومأجوج رجالا ونساء وصبيان يعيثون في الأرض فسادا قتلا للناس وهتكا للحرمات ,غرورا وفجورا,حتى يبلغ من كفرهم أن يرموا السهام جهة السماء ليغلبوا من في السماء كما غلبوا من في الأرض,ولا ينجو منهم إلا من كان متحصنا بالحصون أ, مختفيا ومن هؤلاء المتحصنين عيسى عليه السلام وقوم معه من المؤمنين , وقد أصابهم الجوع والحاجة والجهد الشيء العظيم عندها يلجأ عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله عز وجل كما تقدم في الأحاديث ,فيرسل الله يأجوج ومأجوج النغف في رقابهم ,فيموتون ويرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحمل أجساد يأجوج ومأجوج …..فتطرحهم حيث شاء الله.

ثم يرسل الله مطرا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ,ثم يقال للأرض :أنبتي ثمرك,وردي بركت كرجل يتسلق
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<<تفتح يأجوج ومأجوج ؛ يخرجون على الناس كما قال الله تعالى { من كل حدب ينسلون} ؛فيعيثون في الأرض ,ويشربون ما فيه ,حتى إن بعضهم– يعني يأجوج ومأجوج – ليمربالنهر فيشربون ما فيه ,حتى يتركونه يابسا حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول : لقد كان هاهنا ماء مرة, ثم قال صلى الله عليه وسلم: حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أخذ في حصن أو مدينة قال قائلهم – أي من يأجوج ومأجوج – :هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهك بقي أهل لالسماء .ثم يهز أحدهم حربته ,ثم يرمي بها إلى السماء فترجع مخضبة دما,أي بلاء وفتنة من الله تعالى لهم ,فبينما هم على ذلك بعث بعث الله عليهم دودا في أعناقهم كالنغف,فيخرج في أعناقهم , فيصبحون موتى لا يسمع لهم جس,فيقول المسلمون:ألا رجل يشري لنا بنفسه فينظر ما فعل هذا العدو,قال : ثم يتجرد رجل منهم لذلك محتسبا بنفسه قد وطنها على أنه مقتول,فينزل , فيجدهم موتى بعضهم على بعض, فينادي: يا معشر المسلمين ,أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم , فيخرجون من مدائبهم وحصونهم, ويسرحون مواشيهم , فما يكون لها رعي إلا لحومهم, فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شيء مننبات أصابته قط>>( 1)
<<تشكر>>:أي تسمن.
وفي رواية عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<< فيهلكون من في الأرض إلا من تعلق بحصن , فلما فرغوا من أهل الأرض أقبل بعضهم على بعض فقالوا :إنما من في الحصون ومن في السماء فيرمون بسهامهم فخرت منغمرة دما, فقالوا: قد استرحتم ممن في السماء وبقي من في الحصون , فحاصروهم حتى اشتد عليهم الحصار والبلاء ,فبينما هم كذلك ؛إذ أرسل الله عليهم نغفا في أعناقهم؛ فقصمت أعناقهم؛ فمال بعضهم على بعض موتى فقا لرجل منهم – أي من أصحاب عيسى عليه السلام المحصورين معه –:قتلهم الله رب الكعبة . قالوا: إنما يفعلون هذا مخادعة ؛ فنخرج إليهم فيهلكونا كما أهلكوا إخواننا ,فقال: افتحوا لي الباب ,فقال أصحابه:لا نفتح,فقال: دلوني بحبل , فلما نزل وجدهم موتى>>( 2).

لا قتال بعد يأجوج و مأجوج

بعد ما يهلك الله عز وجل يأجوج ومأجوج ,لا يبقى إلا المؤمنون ,وتنتشر البركات والخيرات,ونفوسهم صافية ,ولا يبقى قتال ولا حروب
عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه قا ل:[ بينا أنا جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل ,فقال: يا رسول الله ,إن الخيل قد سيبت(أي تركت), ووضع السلاح, وزعم أقوام أن لا قتال , وأن قد وضعت الحرب أوزارها .فقال صلى الله عليه وسلم :<< كذوا؛ الآن جاء القتال ,وأنه لا يزال من أمتي أمة يقاتلون في سبيل الله لا يضرهم من خالفهم ,يزيغ الله قلوب قوم يرزقهم منهم,يقاتلون حتى تقوم الساعة ,ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج>>

يبقى الحج بعد يأجوج ومأجوج

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<<ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج>>

السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج. هل رآه أحد؟ أو يمكن لأحد رؤيته؟

السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج.
هل رآه أحد؟ أو يمكن لأحد رؤيته؟
رآه أحد الصحابة…فقد ذكر البخاري معلقا بصيغة الجزم:[ قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم رأيت السد مثل البرد المحبر(1) فقال صلى الله عليه وسلم مصدقا له صحة الصفة:<<رأيته>>
قال ابن حجر :[ الحديث وصله ابن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم :يا رسول الله ,قد رأيت سد يأجوج ومأجوج .فقال صلى الله عليه وسلم :<< كيف رأيته؟>> قال:مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء .فقال صلى الله عليه وسلم مقرا له :<<قد رأيته>>](2)
وذكر الحافظ ابن كثير – رحمه الله – قصة عن السد ومحاولة بعض الملوك الصول إليه فقال: [ وقد بعث الخليفة الواثق(3) في دولته أمرائه وجهز معه جيشا سرية ليبظروا إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا فوصلوا من بلاد إلى بلاد, ومن ملك إلى ملك ,حتى وصلوا إلبه , ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس , وذكروا أنهم رأوا فيه بابا عظيما وعليه أقفال عظيمة وورأوا بقية اللبن (4) والعمل في برج هناك, وأن عنده حراسا من الملوك المتاخمة له, وأنه عال منيف شاهق ,ولا يستطاع ,ولا ما حوله من الجبال , ثم رجعوا إلى بلادهم , وكانت غيبتهم أكثر من سنتين,وشاهدوا أهوالا وعجائب](5). ولم يذكر الحافظ ابن كثير – رحمه الله – سندا لهذه القصة , ولم يتكلم عليها بشيء فالله أعلم بها.

هل لسد ذي القرنين علاقة بسور الصين العظيم ؟
هناك فرق بين سد ذي القرنين وسور الصين من عدة أوجه:
1- أن أن السد بناه ذي القرنين لصد هجوم يأجوج ومأجوج ,والسور بناه أباطرة الصينين لحماية ممتلكانهم
2- أن المواد السد مذذكورة في الآية الحديد والنحاس, واما مادة سور الصين الحجارة والآجر
3- سد يأجوج ومأجوج مبني بين جبلين يسد الفتحة بينهما, وهو الممر الوحيد ,أما سور الصين فهو مبني على قمم الجبال والممرات وممتد
من شرق الصين إلى غربها آلاف الأميال
4- سد يأجوج ومأجوج لا يمكن اختراقه إلا إذا شاء الله في آخر الزمان ,أما سور الصين فقد تهاوى منه مواقع , والناس يدخلون منه ويخرجون ,بل نقض الناس أجزاء منه

sd-tho-alqarneen-1024x440لماذا لم تكشف الأقمار الصناعية سد يأجوج ومأجوج؟

معرفة جميع بقاع الأرض والإحاطة بما فيها من المخلوقات لا يقدر عليها إلا الله عز وجل الذى أحاط بكل شيء علما ,ولا يزال من عدم اكتشافنا لمكان سد يأجوج ومأجوج ,أو مكان الدجال ,أو غيرهم من المخلوقات أنهم غير موجودين؛فقد يكون الله عز وجل صرف الناس عن رؤية يأجوج ومأجوج ورؤية السد ,أو جعل بينهم وبين الناس أشياء تمنع من الوصول إليهم كما حصل لنبي إسرائيل حين ضرب الله عليهم التيه(1) فضلوا أربعين سنة في فراسخ قليلة من الأرض ,فلم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه,والله عز وجل على كل شيء قدير, جعل لكل شيء أجلا ووقتا, قال تعالى:{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧) }(2) .وما عجز الأوائل عن اكتشاف ما اكتشفه المتأخرون إلا لأن الله عز وجل جعل لكل شيء أجلا.(3)

وختاما..قال القاضي عياض:[ الأحاديث الواردة في يأجوج ومأجوج : هذه الأخبار على حقيقتها يجب الإيمان بها ؛لأن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة, وقد ورد خبرهم أنه لا يقدر لأحد على قتالهم من كثرتهم ,وأنهم يحصرون نبي الله عليسى عليه السلام ومن مهع من المؤمنين الذين نجوا من الدجال ,فيدعو عليهم فيهلكهم الله عز وجل أجمعين بالنغف- وهو الدود في رقابهم- فيؤذون الأرض والمؤمنين بنتنهم ,فيدعو عيسى وأصحابه ربهم فيرسل الله طيرا فتحملهم حيث شاء الله ](4)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *