شبح فتاة الجامعة رعب جدا

حصلت على شهادة البكلوريا وكنت جد سعيدة حيث إنني حققت حلمي وحلم أهلي غير

مدركة لما ينتظرني . وبحكم أن التخصص الذي أردته لم يكن موجودا في ولايتي اضطررت

للدراسة في ولاية أخرى .

عند بداية العام الدراسي كنت مريضة لذلك التحقت بالجامعة متأخرة لمدة أسبوع ، وفي

هذه الفترة قامت الفتيات المقيمات باختيار الغرف ولم تبقى إلا غرفة واحدة في الطابق

الأخير .

لم أدرك أن الفتيات يعلمن بقصة هذه الغرفة التي أصبحت من نصيبي .

رتبت الغرفة وعندما خرجت منها لاحظت أن جميع الفتيات يحدقن بي ، كنت أظن السبب

أنني جديدة أو لأنني التحقت متأخرة ، المهم أسدل الليل ردائه الأسود وحل الظلام ، نمت

باكرا تلك الليلة لأني شعرت بالإرهاق الشديد ، وبينما أنا نائمة سمعت ضجيجا في غرفتي ،

كان نومي ثقيلا لذلك لم استيقظ .

في الصباح صدمت عندما رأيت أن سريري قد تحرك من مكانه ، ظننت أن الفتيات يمزحن

معي ، استمر هذا الأمر لمدة أسبوع ، لم أتحمل أكثر من ذلك ، طفح الكيل ، فخرجت إلى

الرواق وصرخت : ” ألن تتوقفن عن هذه المزحة الصبيانية ؟ ” .

فسألتني إحداهن : ” ما بكِ ؟ ” .

قلت لها : ” كلما انهض في الصباح أجد السرير قد تغير مكانه وأصبح بالمعكوس ” .

فلاحظت أن ملامح وجهها قد تغيرت ، فسألتها : ” أنت تعلمين من فعل هذا ؟ ” . قالت : ”

أنا لا اعلم ” . قلت لها : ” اخبريني هيا .. أنا لن افعل شيئا ” . لكنها انصرفت وهي تتمتم

مع نفسها بكلمات لم أسمعها .

بعد أسبوع وكالعادة نزلت مع الفتيات لتناول وجبت العشاء في المطعم الجامعي ، وبينما أنا

أتناول الطعام انتبهت إلى أن ضوء الغرفة ينطفئ ويشتعل ، شعرت ببرودة في جسمي ،

كنت أحاول تجاهل الأمر واختلاق الأعذار ، شعرت بثقل في رجلي وأنا أعود للغرفة ، لم

أكن أريد النوم فيها ، حتى أنني لم أرد فتح باب الغرفة ، لكن استجمعت قواي وفتحت الباب

، لم أجد شيء فتنفست الصعداء وقلت كفاكِ وساوس .

عند استدارتي لغلق الباب وجدت فتاة ورائي ، كاد أن يغمى علي من شدة الرعب ، كانت

ملامحها شاحبة كأنها لم تنم لمدة طويلة . طلبت مني قلما وورقة ، أجبتها طبعا ، وعند

استدارتي لأعطيها الورقة لم أجدها . ظننت أنها ذهبت لغرفتها ، أو أنها أخطأت في الغرفة

، لم اشك بالأمر فوقت النوم لم يحن بعد والفتيات مازلن يتنقلن بين غرف بعضهن ، يعني

كانت هناك حركة .

وفي ذات يوم جلست مع فتيات من نفس مدينتي ورحنا نتبادل أطراف الحديث والحكايات ،

وانتم تعلمون مدى حب الفتيات للحكايات ، إحدى الفتيات جلبت معها صديقتها ، كانت

طالبة قديمة ، روت لنا حكاية حزينة ومرعبة ، تقول قبل ثلاث سنوات كانت هناك فتاة

جامعية مقيمة ، كانت من ولاية بعيدة جدا ، وكانت من أسرة ضعيفة الحال . لكن الفتاة

كانت طموحة ومحبة للحياة ، تعشق دراستها ، وبسبب فقرها كانت تطلب منا الأوراق

والأقلام ، ونحن بدورنا لم نبخل عليها ، لكن لسوء حظها تعرفت إلى فتيات سيئات . ذات

يوم طلبت إحداهن منها أن تتعرف على أحد الشباب وترتبط معه بعلاقة عاطفية . الفتاة

كانت مترددة ، فهي من عائلة محافظة ، لكن صديقاتها السيئات قمن بإقناعها وقمن بشراء

ملابس لها ، غيروها بالكامل حتى إننا لم نعرفها فقد بدت غاية في الجمال ، كما أنها بدت

جد سعيدة . لكن للأسف لم تعلم ما ينتظرها ، ركبت في سيارة فاخرة في ذلك اليوم المشئوم

، وأظن أن معظمكم يعلم ماذا حدث لها .. نعم .. لقد اغتصبها الشاب بوحشية ثم هددها

بالقتل إذا أخبرت أحدا .

رماها أمام الجامعة ، كانت مرعوبة ترتجف وتتصبب عرقا ، لقد خدعوها ، لم تعلم أن كل

أحلامها وأحلام أهلها ستداس تحت أقدام الحيوانات البشرية . كانت تمشي بتثاقل وتنظر

إلى كل الاتجاهات حتى وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب دونها .

في ساعة متأخرة من تلك الليلة استفاق الجميع على أثر صرخة مدوية كان مصدرها غرفة

الفتاة ، الجميع هرعوا إليها ، لكن باب الغرفة كان مقفلا . استدعوا الحارس فكسر الباب ،

وكانت الصدمة كبيرة ، فالفتاة كانت جثة هامدة ، لقد انتحرت بقطع شرايين يدها .

بعد شهر على الحادثة بدأت تحدث أمور غريبة . إحدى الفتيات خرجت تصرخ وتقول أن

تلك الفتاة التي انتحرت جاءتها وطلبت منها قلم وورقة ! .

عندما انتهت صديقتنا من رواية حكاية الفتاة المنتحرة أخذت دقات قلبي تتسارع ، سألتها

وأنا أتظاهر بالمزاح : ” هل هناك أمور أخرى كانت تحبها تلك الفتاة ؟ ” .

قالت : ” نعم .. كانت تحب أن تدير سريرها بالعكس لأن ذلك يشعرها كأنها في منزلها ” .

فسألتها وقلبي يدق بشدة عن مكان الغرفة التي كانت تسكن فيها الفتاة ، فأشارت إليها ..

وتجمد الدم في عروقي ، شعرت بقشعريرة في كامل جسدي .. أنها غرفتي !! .

فورا اتصلت بعائلتي وادعيت المرض كي أعود إلى المنزل . وبعد أسبوع ، حين عدت

للجامعة غيرت غرفتي وحاولت نسيان الأمر كليا ، كما أن تلك الغرفة أقفلت تماما وشيئا

فشيئا أصبح ذلك الطابق مهجور .

ويقال انه في يوم محدد من كل سنة ، في ساعة متأخرة ليلا .. يسمع صراخ شديد ومرعب

قادم من ذلك الطابق المهجور .. لكن لا احد يتجرأ على الدخول لمعرفة مصدر الصوت .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *